مجتمع

جماعة أجدير إقليم تازة: تخليد الذكرى الـ 69 لانطلاق العمليات الأولى لجيش التحرير بأقاليم الشمال

خلدت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، بجماعة أجدير التابعة لإقليم تازة، الذكرى الـ 69 لانطلاق العمليات الأولى لجيش التحرير بأقاليم شمال المملكة، التي تعد محطة بارزة في مسار كفاح الشعب المغربي من أجل نيل الحرية والاستقلال واستكمال الوحدة الترابية للمملكة.

 

وخلال المهرجان الخطابي بمقبرة أجدير، أكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، أن تخليد ذكرى 2 أكتوبر، التي تصادف الذكرى 69 لانطلاق عمليات جيش التحرير بشمال المملكة، يعد حدثا وطنيا بارزا يتبوأ مكانة مرموقة في سجل تاريخ المملكة الحافل بالمكارم والملاحم والأمجاد للانطلاقة المظفرة لطلائع جيش التحرير بشمال المملكة.

وأضاف أن مثل هذا اليوم المبارك من سنة 1955، سجل التاريخ بكل فخر واعتزاز حدث تاريخي نوعي جيلي، والمشهور بانطلاقة عمليات جيش التحرير بإقليم تازة التي شكلت انعطافا مفصليا أوقدت شعلتها جذوة المواجهة التي خاضتها عناصر جيش التحرير بهذه الربوع المجاهدة.

 

وأكد المندوب السامي للمقاومة وأعضاء جيش التحرير، أن أبناء هذه الربوع البررة تميزوا دوما بحضورهم الوازن وانغمارهم في الخطوط الأمامية ضد الغزو الاستعماري، ويشهد لهم التاريخ بالشهامة والعزم والإقدام في مناهضة الاحتلال الأجنبي والدفاع عن حوزة الوطن من الأخطار المحدقة، مضيفا، ان عددا من المصادر الأجنبية تتحدث عن حدوث العديد من المعارك والاشتباكات التي خاضتها ساكنة تازة ضد المستعمر.

 

وأضاف مصطفى الكثيري، خلال مهرجان خطابي نظم هذا اليوم 2 اكتوبر، بمركز أجدير (إقليم تازة)، أنه عند انطلاق عمليات جيش التحرير المباركة، كان أبناء تازة الأحرار على موعد لصنع ملحمة بطولية “ملحمة مثلث الموت” التي عرفتها كل من بورد واجدير واكنول وتيزي وسلي وغيرها من المواقع الشهيرة التي تعلمت فيها قوات الاحتلال الفرنسية دروسا في القتال لن تنساها، وألحقوا بها ضربات موجعة دفاعا عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية مسترخصين أرواحهم ودماءهم الزكية من أجل عودة الملك الشرعي بطل التحرير والاستقلال والمقاوم الأول جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه وأسرته الملكية الشريفة إلى أرض الوطن.

 

كما كان من نتائج هذه الانتصارات الباهرة التي حققها المجاهدين في المعارك البطولية التي خاضها أعضاء جيش التحرير ضد المستعمر من قبيل تيزين تايدا وبين الصفوف وقنطرة أجدير وتيزي ودرن وتامجونت وكدية الشوك وغيرها من العمليات التي أربكت حسابات المستعمر، ودفعت بعدد من وزراء الحكومة الفرنسية إلى الاستقالة، وقيام عدد من القادة العسكريين بزيارة هذه المنطقة المجاهدة.

 

وذكر بأن المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير تحرص على التعريف بالأمجاد التاريخية وتسليط الأضواء على ملاحم الاستقلال ونضالاتها وبطولاتها وتوثيق مضامينها وإبراز دلالاتها وتكريم رموزها وإشاعة رسائل الوطنية الحقة والمواطنة الايجابية في صفوف الناشئة.

 

واستحضر المندوب السامي، القضية الوطنية الأولى للمملكة، قضية الوحدة الترابية المقدسة للتأكيد على التعبئة المستمرة واليقظة الموصولة لأسرة المقاومة وجيش التحرير كسائر فئات وأطياف المجتمع المغربي والإجماع الوطني وراء عاهل البلاد، من أجل صيانة الوحدة الترابية وتثبيت المكاسب الوطنية. ونوه بالمناسبة، بالانتصارات الديبلوماسية المتتالية التي حققتها بلادنا.

 

وبالمناسبة، ألقى رؤساء كل من جماعة اكزناية الجنوبية، تيزي وسلي وجماعة أجدير، كلمة استحضروا خلالها الدروس والعبر المستخلصة من هذه الملحمة الوطنية الخالدة، ومشددين على أهمية المحافظة على تراث المقاومة والتحرير، وربط الماضي بالحاضر من أجل استشراف المستقبل، من خلال تعريف الأجيال الناشئة بالأمجاد والبطولات الوطنية التي ستظل خالدة في الذاكرة.

 

كما أشادوا، في السياق ذاته، بالدور الهام الذي اضطلع به أبناء قبائل “مثلث الموت” بورد واكنول –تيزي وسلي –أجدير وقبائل مجاورة من خلال تقديم الدعم والمشاركة في انتفاضة 1 و2 أكتوبر من عام 1955، مشيرين إلى أن هذه القبائل جسدت التكافل والتعاون والتآزر لجميع القبائل في مواجهة المحتل الأجنبي.

مبرزين أيضا أن هذه الانتفاضة شكلت لجيش التحرير شعلة متوهجة لتنفيذ عمليات فدائية ضد الاستعمار، وتوحيد صفوف المقاومة لشن الهجمات في مختلف المواقع.

 

وتم بمناسبة إحياء هذه الذكرى الوطنية، تكريم 10 من المقاومين وأعضاء جيش التحرير بإقليم تازة، كما وزعت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير إعانات مالية على 62 من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وأرامل المتوفين، بمبلغ مالي إجمالي قدره 132 ألف درهم.

وكان المندوب السامي للمقاومة وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، مرفوق بعامل إقليم تازة، مصطفى المعزة، والوفد المرافق لهما، قد قام قبل ذلك بزيارة لمقبرة الشهداء من أجل الترحم على الأرواح الطاهرة للشهداء بمقابر كل من تغزراتين وتيزي وسلي وأجدير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى