يبدو ان الباشا الجديد لمدينة تازة رشيد أزوكاغ المعين حديثا، عقب الحركة الجزئية لرجالات السلطة التي أفرجت عنها وزارة الداخلية مؤخرا، سيجد ملفات ساخنة على مكتبه، سبق وأن أثقلت كاهل سلفه وتستدعي علاجها بسرعة، عبر إيجاد خريطة عمل فعالة، وحلول ناجعة، بعضها يحتاج مقاربة تشاركية مع المجلس الجماعي والمجتمع المدني.
ومن أهم القضايا والمشاكل التي تتطلب تدخلا عاجلا لحلها من طرف باشا المدينة بتنسيق مع كل من المصالح الخارجية المعنية والمسؤولين بالجماعة، نجد ظاهرة احتلال الملك العام التي استفحلت بشكل كبير وانتشرت في أهم النقط والشوارع الرئيسية، والباعة المتمركزين، الذين تناسلوا بمختلف الشوارع والأزقة بربوع مدينة تازة وبمختلف الأحياء وبالأخص بفضاءات المساجد، وكذا استغلال الأماكن والفضاءات العمومية ومزاحمة الرجلين، مما يتطلب إيجاد الحلول الممكنة لتنظيم هؤلاء الباعة المتمركزين في أسواق نموذجية لتحرير الملك العام، وضمان قوت هاته الأسر، وكذا خلق مداخيل وموارد مالية إضافية في ميزانية جماعة تازة التي يمكن تحصيلها من تنظيم الباعة.
ومن بين المشاكل التي وجب على باشا الجديد جعلها من بين أولوياته، ظاهرة الكلاب الضالة التي أصبحت تؤرق المواطن التازي، وذلك عبر البحث عن مكامن الخلل باتفاقية شراكة بين المجلس الجماعي لتازة وجمعية “فان” التي تعهدت من أجل ايجاد مشكل للكلاب الضالة بالمدينة ومعالجتها حيث ستتكلف الجماعة وفق بنود هذه الأخيرة بتوفير الدعم اللوجستيكي والوعاء العقاري المخصص للتجميع، وتكلف الجمعية بتعقيم الكلاب الضالة.
من بين الظواهر التي تؤرق ساكنة تازة، ظاهرة المختلين والشماكرية وبالأخص بوسط المدينة، حيث يجتمع مجموعة من الشباب بالقرب من محطة ستيام لتناول كل أنواع المخدرات في منظر يسيء لمدينة تازة ولكل زائر لها أو العابر للمدينة عبر حافلات ستيام، وهي الظاهرة التي أصبحت تستفحل بتوافد العشرات من المختلين العقليين عبر استقدامهم بحافلات من مدن أخرى، وأصبحت تستوجب تنسيق بين كل من المصالح الأمنية والمركز الاستشفائي ابن باجة وجمعيات المجتمع المدني المختصة لإيجاد حل جاد وجذري لهذه الظاهرة، وتضمينها ضمن برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
باشا تازة الجديد، سيجد نفسه امام مجموعة من المشاريع المتعثرة، تستوجب الاستماع لجميع الأطراف من اجل إيجاد حل توافقي يضمن تفعيل هذه المشاريع والإسراع من اجل إخراجها لحيز الوجود، خصوصا أن أغلبيتها أصبحت محل استياء للساكنة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، المشاريع التي تعمل على حفر المدينة والبطء في نهاية أشغالها.
بتنسيق مع المصالح الأمنية والقضائية، سيجد رشيد أزوكاغ نفسه أمام ظاهرة أصبحت تستفحل بمدينة تازة مؤخرا، وهي ظاهرة التسول، وبالأخص استغلال الأطفال الصغار في ذلك.
رشيد أزوكاغ سيرث عن خلفه خالد بلمودن ملفات سوق الجملة وتباين الرؤى بين الباعة والمجلس الجماعي، وتنظيم المحطة الطرقية والمجازر…
كما سيجد الباشا على طاولته ملف العرضيين الذين يصر المجلس الجماعي على الحاقهم بشركة النظافة الجديدة….
هي ملفات وأخرى نعتقد بأهميتها، ولا تتطلب مجهودات خارقة لكي تتحقق، يكفي فقط العزم والنية السليمة حتى تعتبر فترة الباشا الجديد فترة حلحلة المشاكل التي استعصت لعقود على السلطة بتازة ومجالسها المتعاقبة.