تشهد مدينة تازة منذ أيام موجة من الاحتجاجات يقودها طلبة وطالبات الكلية متعددة التخصصات، بالإضافة إلى سكان الحي الجامعي، تعبيراً عن استيائهم من الوضع المتردي للنقل الجامعي. ويمثل هذا الوضع تحديًا كبيرًا لهم، حيث يلجأ الطلبة إلى تنظيم مسيرات سلمية في شوارع المدينة للضغط على الجهات المسؤولة للاستجابة لمطالبهم المشروعة.
ويشتكي الطلبة من نقص حاد في عدد الحافلات التي تربط بين الحي الجامعي والكلية، مما يجبرهم على الانتظار لساعات طويلة في ظل ازدحام خانق، خاصة في أوقات الذروة. وتفاقمت هذه المعاناة بسبب عدم ربط العديد من الأحياء البعيدة بخطوط نقل خاصة بالطلبة، الأمر الذي يؤثر على قدرتهم على الوصول إلى الكلية بسهولة وفي الوقت المناسب.
كما يزداد الوضع سوءًا بسبب الاكتظاظ الكبير في الحافلات المتاحة، والذي لا يقتصر على أوقات الذروة بل يشمل حتى الفترات العادية. ويرجع الطلبة هذا الاكتظاظ إلى غياب أغلب الحافلات عن الخدمة، نتيجة عدم التزام الشركة المفوضة “فوغال” ببنود دفتر التحملات، ما يزيد من الضغط على الحافلات القليلة العاملة ويضاعف من معاناة الطلبة.
ومن بين المشاكل التي أشار إليها الطلبة كذلك غياب محطة توقف محددة لهم بالقرب من الحي الجامعي، حيث تتوقف الحافلات أمام مؤسسة التكوين “ISTIA”، ما يجبرهم على المشي لمسافات طويلة للوصول إلى مقاعد الدراسة، وغالباً ما يتسبب ذلك في تأخيرهم عن حصصهم الدراسية.
وأبدى الطلبة أيضاً استياءهم من ارتفاع أسعار التذاكر، بالإضافة إلى عدم العمل ببطاقات الاشتراك خلال أيام العطل ويوم الأحد، ما يزيد من الأعباء المالية على الطلبة.
كما تشهد جل خطوط المدينة، بما في ذلك خطوط القدس، الوفاق، دوار عياد، الجيارين، وتازة العليا، تأخيرات مستمرة، ما يسبب المزيد من التعطيل للطلبة وللعديد من سكان المدينة.
ورغم كل هذه المعاناة، لم تلق مطالب الطلبة استجابة من الشركة المسؤولة عن النقل، رغم حصولها على دعم مالي مباشر. وقد أعلن الطلبة عزمهم على تصعيد احتجاجاتهم في حالة استمرار تجاهل الشركة لمطالبهم، مع التأكيد على مواصلة نضالهم لتحقيق حقهم في نقل جامعي يلبي احتياجاتهم ويحترم كرامتهم.
يأمل الطلبة أن تجد احتجاجاتهم استجابة سريعة من الجهات المسؤولة، مؤكدين على استمرارهم في التحرك السلمي حتى تتحسن وضعية النقل الجامعي، والتي تمثل حاجة ملحة لكافة طلبة مدينة تازة.