تازة، 15 أكتوبر2024 – في أعالي جبال إقليم تازة، تحديدًا في جماعة مغراوة، تشهد المنطقة تحولًا ملحوظًا بفضل زراعة شجرة اللوز التي أصبحت رافعة أساسية للتنمية السوسيو-اقتصادية، مقدمة بديلاً مستدامًا للحد من الفقر والهجرة القروية.
خلال الملتقى الثالث لموسم اللوز 2024، الذي نظمته جمعية إمنبهن للتنمية والثقافة، تم تسليط الضوء على الأثر الإيجابي لزراعة اللوز على حياة السكان المحليين، خاصة مع تنفيذ مشروع زراعة أشجار اللوز منذ 2015، والذي تم بدعم من مخطط المغرب الأخضر وتوجيهات التنمية الملكية للعالم القروي. هذا المشروع الطموح غيّر المشهد الزراعي في مغراوة، حيث تم زراعة أكثر من 2400 هكتار، بما في ذلك 1130 هكتار في جماعة كلدمان المجاورة.
جمعية إمنبهن تضطلع بدور حيوي في دعم الفلاحين ورفع عدد المستفيدين من المشروع، مع التركيز على تقوية التنظيمات المهنية مثل التعاونيات، وتوفير المتابعة التقنية والتدريب اللازم لمنتجي اللوز.
وأكد ميمون ألهوز، رئيس الجمعية، أن اختيار شجرة اللوز كان مدروسًا نظرًا لقدرتها على التأقلم مع الظروف المناخية القاسية، مثل الجفاف والبرد، في منطقة نادرة المياه. كما أضاف أن الجمعية تسعى لتطوير تحويل وتسويق اللوز بهدف جعله النشاط الاقتصادي الرئيسي في المنطقة، مما يساهم في خلق فرص عمل وزيادة دخل الفلاحين.
من جانبه، أشار يحيى الحراني، المستشار الفلاحي بالمكتب الوطني للاستشارة الفلاحية، إلى أن المشروع قد حقق نتائج ملموسة على أرض الواقع. حيث ساهمت سلسلة اللوز في عودة الشباب إلى قراهم بعد أن كانوا يبحثون عن فرص عمل في المدن، كما أسهمت في زيادة معدلات التمدرس بفضل توفير الأسر للإمكانيات المادية اللازمة لتعليم أبنائها.
وبالإضافة إلى البعد الاقتصادي، تساهم زراعة اللوز في الحفاظ على البيئة، حيث تساهم أشجار اللوز في محاربة انجراف التربة بفضل جذورها العميقة، مما يعزز استدامة البيئة المحلية.
واختُتم الملتقى بفقرات فنية وفلكلورية شارك فيها فلاحو اللوز، متضمنة عروضًا موسيقية تقليدية، عاكسةً الترابط الوثيق بين الثقافة المحلية والتنمية الاقتصادية.
يظل نموذج زراعة اللوز في جبال مغراوة مثالاً حيًا على قدرة الفلاحة على تعزيز التنمية المستدامة في المناطق القروية بالمغرب، بفضل انخراط المجتمع المدني ودعم السياسات الوطنية.