الساحات والحدائق العامة.. ملاذ الراغبين في الهروب من قيض صيف تازة
تتميز مدينة تازة، في فصل الصيف بارتفاع متواصل لدرجات الحرارة التي تتجاوز الأربعين في أيام عديدة مما يولد ضغطا كبيرا على الفضاءات الخضراء على قلتها، التي تتوفر عليها المدينة، وتقصدها الأسر بحثا عن نسمات هواء نقية وباردة.
ففي ظل انعدام المسابح العمومية بمدينة تازة، تبقى الفضاءات الخضراء الملاذ الوحيد لكل الفئات العمرية للترويح عن النفس وقضاء اوقات ممتعة بين أحضان الطبيعة، حيث النسيم العليل يسري بين أغصان الاشجار، ليسهم في خفض مستوى الحرارة الى درجات تنتعش معها النفوس والأبدان، التي تستعيد معها حيويتها ونشاطها. وتعرف هذه الفضاءات كل ليلة اقبالا مكثفا من الساكنة، التي تبحث عن أماكن تمكنها من الاستمتاع برطوبة الطقس، خاصة وأن المدينة تعرف، منذ ايام، درجات حرارة مرتفعة جدا، غير مسبوقة تتجاوز أحيانا 38 درجة، والتي تحتم على الساكنة الحد من تنقلاتها في النهار خاصة فئة الاطفال وكبار السن، في انتظار غروب الشمس، للتوجه الى المساحات الخضراء بالمدينة، انطلاق من حديقة جنان السبيل (قبالة عمالة تازة) مرورا بباب طيطي، وباب الريح هبوطا بحدائق دروج باب الجمعة وصولا إلى حديقة 20 غشت وحديقة موريتانيا.
وأمام ازدياد الطلب على المساحات الخضراء داخل مدينة تازة، انطلقت مجموعة من المبادرات البيئية من أجل إعادة تنظيف وتهيئة حدائق القرب التي تتوسط أحياء سكنية عديدة بمدينة تازة، كما تم في ذات الإطار تهيئة المدارات الطرقية ودعمها بالإنارة وجعلها فضاء أخضر بامتياز. وتقصد أسر عديدة حدائق القرب بالأحياء الآهلة بالسكان كالمسيرة الثانية على مستوى الطريق الوطنية رقم 6، وحديقة القدس الثالث، والقدس الأول وحي النهضة…، فرارا من الأجواء الحارة بالمنازل.
وتفضل أسر تازية أخرى اختيار متنفسات خضراء أخرى مثل غابة بوكربة وفضاء رأس الماء، وباحة مارطيشة…، وهي أماكن تتواجد على مشارف مدينة تازة. وأمام الإقبال الكبير لساكنة تازة على الحدائق العمومية، لازال الطلب يتزايد أكثر من أجل إحداث حدائق ومتنفسات بيئية أخرى، بمواصفات عالية توفر للزائرين فسحة للراحة.
وأصبح اللجوء الى هذه الفضاءات، التي تتوفر في مجملها على كل المقومات التي يحتاجها المواطن كالإنارة والأمن للاستمتاع أكثر بما تتيحه الطبيعة من بساط أخضر، إحدى العادات التي تلجأ اليها العديد من الأسر للترويح عن النفس، والالتقاء بالأصدقاء في أجواء حميمية.
وأوضح ناجيم الهزاط، فاعل إعلامي، في تصريح للجريدة، أن الفضاءات الخضراء أصبحت الملجأ الوحيد للأسر بمدينة تازة، بحثا عن نسمات هواء نقية وباردة، للتخفيف من أثر الحرارة والاستمتاع بالطبيعة الخلابة لهذه الفضاءات، حيث أصبح اللجوء إلى الحدائق والفضاءات الخضراء من ضمن العادات التي دأبت عليها منذ زمن بعيد عدد من الأسر التازية، وذلك بالنظر لموجة الحرارة التي تعرفها مدينة تازة خلال هذا الفصل من كل سنة.
كما دعا الهزاط إلى الحرص على الاكثار من الفضاءات الخضراء بالمدينة لتفادي الضغط على البعض منها، كما هو الشأن بالنسبة لحديقة 20 غشت وسط المدينة، فضلا عن ضرورة تعبئة المجتمع المدني للمساهمة في توعية المواطنين بالتعامل المسؤول مع الغطاء النباتي.
وفي هذا الصدد أبرز فاعلون جمعويون محليون، في تصريحات متفرقة، أن حدائق المدينة حققت مكانتها من بين الحدائق الجميلة بالمدينة كحديقة موريتانيا وجنان السبيل و20 غشت، بفضل الجهود التي يتم بذلها للحفاظ على طبيعتها.
ودعوا ساكنة تازة، إلى إعادة النظر في علاقتهم بالساحات والحدائق العامة، وامتلاك الحس البيئي والتحلي بروح المواطنة، وبذل مجهودات إضافية للحفاظ على هذه الحدائق ومجالها البيئي.
وفي دعوة للمجلس الجماعي وشركة التدبير المفوض، إلتمس مجموعة من المواطنين ضرورة الإهتمام بالحدائق العمومية العناية بها أمام الإهمال الذي يطالها من حين لآخر، والتدخل للحد من فوضى بعض مستغلي فضاءات الألعاب خصوصا بحديقة 20 غشت، والعمل على خلق حدائق جديدة خصوصا بالاحياء الآهلة بالسكان.